الدكتور طارق الهاشمي ...والخطوة الصحيحة

المقاله تحت باب  في السياسة
في 
29/09/2007 06:00 AM
GMT



هذه المرة الثانية التي أكتب فيها عن السيد نائب رئيس الجمهورية الأستاذ طارق الهاشمي الذي وصفته سابقاً بأنه من ابرز الوجوه السياسية في العراق اليوم والذي يُشارك في العملية السياسية العراقية مع حزبه بالطبع الحزب الإسلامي العراقي منذ سقوط النظام ولحد الأن , والذي تكلمت حينها عن أعجابي بصراحته السياسية حينما قال في لقاء صحفي أن كل يوم يبقى فيه طارق الهاشمي في منصبه فانه يفقد من شعبيته الشيء الكثير!!!

واليوم الدكتور طارق الهاشمي يفاجئنا بزيارة المرجع الشيعي الأبرز السيد علي السيستاني صائبة ومهمة لا من منطلق تأسيس مرجعية دينية للقرار السياسي وربطها به على شاكلة دولة الفقيه بل من منطلق فتح باب للحوار بين شخصيات سياسية ومرجعيات دينية من مختلف الطوائف والمذاهب في زمن الاختناق الطائفي وهي زيارة أعقبت يوم من إعلان الدكتور طارق الهاشمي عن مشروع العقد الوطني العراقي الذي ضم 25 نقطة تتعلق بالوضع في العراق وهي مبادئ مهمة تحتاج لدراسة وتأمل من اجل اتفاق الكتل السياسية عليه .

السيد طارق الهاشمي قام قبل أيام قليلة بخطوة رائعة , حيث زار منطقة العامرية بعد الإفطار والتقى بأهل المنطقة في احد الجوامع وقد أوصاهم بالشيعة وقال لهم بان يفتحوا قلوبهم ومنطقتهم لكي يساعدوا على عودة الشيعة المهجرين إلى العامرية, وهذا الأمر يمكن أن يكون _ برأيي _ تمهيداً لعودة المهجرين السنة إلى منطقة الحرية حيث على الحكومة أن تضع في بالها هذه المسألة المهمة حيث سكن شيعة حي العدل والعامرية منطقة الحرية في مقابل سكن سنة الحرية منطقة حي العدل والعامرية بسبب التهجير الذي حصل للشيعة والسنة.

طبعاً خطوة الأستاذ الهاشمي ستكون هي الخطوة الأولى المبادرة والتي يجب أن يعقبها خطوات أخرى لساسة شيعة يمكن أن يقوموا بلقاءات مع مرجعيات سنية سواء كانت دينية أو سياسية , من اجل خلق مصالحة وطنية حقيقة بين ساسة العراق والتي سوف تنسحب على الشارع العراقي الذي سوف يرى قادته يقومون بتذويب الجليد بينهم من اجل تخليص العراق من المآسي التي يتعرض له .

أن الشعب العراقي مقتنع بحقيقة كبرى مفادها أنه لا يوجد أي احتقان طائفي بين أبناء الشعب العراقي طيلة مئات السنين التي عاش فيها السنة والشيعة في مناطق واحدة بل في بيوت واحدة عبر الزواج والتصاهر والعلاقات الاجتماعية, وأن الاحتقان الطائفي الذي لا يمكن انكاره في بغداد ألان هو ظاهرة مؤقتة نتجت بفعل عوامل عديدة ليس للشعب العراقي يد فيها.

أقول أخيراً... تحية للأستاذ الهاشمي على مبادرته هذه والتي اكرر للمرة الثانية أن تحيتي له لا يعني رغبتي في أشراك المراجع الدينية سواء كانت سنية أو شيعية في تفاصيل العملية السياسية وأنما من اجل فتح باب الحوار والمصالحة بين مختلف فئات الشعب العراقي.